في موقف هو الأول من نوعه لرئيس الوزراء اللبناني حسان دياب، وكأنه استكمال للحملة التي أطلقها «حزب الله» على المصارف مساء أمس (الخميس) عبر تحريك مناصريه للاعتصام وإثارة الشغب، توعّد دياب من يحفرون الكمائن ويخططون للانقلاب بسلب الناس أموالهم مرة ثانية من خلال رفع سعر صرف الدولار.
واعتبر في كلمة بعد اجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا اليوم (الجمعة) أن هناك معضلة تتعلق بتصرف «مريب» -حسب تعبيره- لحاكم مصرف لبنان في ما يتعلق بتدهور سعر صرف الليرة اللبنانية، داعياً إياه إلى أن يعلن للّبنانيين ما يجري في الكواليس في ما يتعلق بسعر صرف العملة.
ولفت إلى أن المعطيات تكشف أن الخسائر في مصرف لبنان تتسارع وتيرتها وقد ارتفعت 7 مليارات دولار منذ بداية السنة حتى منتصف أبريل، منوها بما وصفه بالقرار التاريخي للرئيس اللبناني بتكليف شركة دولية للتدقيق في حسابات مصرف لبنان. وكشف أن المعطيات تفيد بخروج 5.7 مليار دولار من الودائع من لبنان منذ فبرايرالماضي، مشدداً: «لن نسمح تحت أي ظرف بالمساس بحقوق اللبنانيين وجني ثمار عمرهم».
وقال دياب: «لن نسمح ولن نتهاون في قمع أي عبث في الاستقرار المالي لأن هؤلاء يريدون انهيار البلد وهز استقراره لحماية أنفسهم ومصالحهم على حساب مصلحة لبنان واللبنانيين». وأضاف: «فليسمعوني بوضوح: الدولة ستضرب بحزم».
وأكد أن المحاسبة قائمة تحت سقف القانون، والمرتكبون سيدخلون إلى السجن حتماً بهمّة القضاء الذي نعوّل عليه ليكون عند مستوى تطلّعات اللبنانيين، بتحقيق العدالة ومحاسبة المرتكبين.
وأعلن دياب أن الحكومة قررت تمديد حال التعبئة العامة حتى 10 مايو، معتبرا أنه حان الوقت حتى نعيد فتح بلدنا، إذ إننا غير محصنين ضد الوباء ولن يكون هناك لقاح في الأشهر القادمة.
وأفاد بأنه تم وضع خطة بقيادة وزارة الصحة لعزل من يحمل الفايروس، لكن رفع الحظر يمكن أن يدمر بلادنا مع موجة ثانية من العدوى، لذا يجب التنبه من الموجة الثانية للوباء. وحذر من فقد الجهود ضد كورونا إذا لم نستمر في تدابيرنا، وآخر شيء نريده هو الانتقال من إقفال إلى آخر.
وكان دياب استهل كلمته قائلاً: «البعض يحاسب الحكومة وكأنها في الحكم منذ 76 شهراً، ونحن نقبل بالمحاسبة الموضوعية ونتعامل بصدق وشفافية، فقد تسلمنا الحكومة وفي البلد ما يكفي من الانهيارات المالية وتراكم الديون والأزمات المعيشية والاجتماعية تتعمق».
وتابع قائلا: «انضم كورونا إلى الأزمات الموجودة ما جعل الحكومة تواجه أصعب أزمة، والبعض خرج ليقول إن الوباء أنقذ الحكومة التي لم يكن قد مر على نيلها الثقة إلا 10 أيام، بينما الواقع أن مواجهة كورونا استنزفت منا الكثير من الوقت والجهد والإمكانات المالية».